عشرة بنطلونات لغيمة مايكوفسكي 

I
أنتَ
يا فماً يمدّ بتثاؤبه عتمةً
واثنينِ وثلاثين قمراً
يا أنفاً يولّد بهوائه كهرباءَ الجسد
يا عينين
ترتفعان كالشوادرِ رغم قوة الشمس
أكاد لا أقولُ إنّ هذا وجهي.
***
II
النجومٌ كُللٌ تلعبُ بها الأرباب
القمرُ كرةٌ تتراكلها الآلهة ببطء
وأنا
أبيع حصّتي من هذا الليل لئلّا تلحقني التهمة.
***
III
هل لو كان للشجرةِ ظلٌّ طويلٌ
ينبغي الجلوس تحتها؟
هل لو أهداني كلّ شاعرٍ كتابه
عليّ قراءته؟
هل لو حانَ وقتُ الدوامِ
يفترض أن أرتدي ثيابي؟

خلال أوقاتي المضجرة
أحاولُ أن أجدَ صيغةً لترتيب غرفتي
لترتيبِ رأسي أوّلاً
لترتيبِ نهوضي قبل أولاً
فراشي مزّقتها رصوراتها
ولا أنهض
قرعةُ المتّة تغريني
ولا أنهض.
***
IV
هواء العصر خفيف
يعتمرُ قدر ماءٍ مغلي
يقولون أيضاً
إنّه
شديد الكسل
يستلقي على فراش العائد من العمل
ومروحة غرفته
وفي حمّامه الصغير.
***
V
الهواء المتّخذ أشكال أثاث الغرفة
لم ينتبه
أن عليه إصدار أصواتِ قرقرته المزعجة
وهو يدخلُ في الشقوق.

ما من معطٍ لأشكالنا
إلا الهواء.
***
VI
فتح الهواء الباب
وأنا نصف نائمٍ على الفراش
كانَ الوقتُ مشطوباً كهاربٍ من العدالة
ووجهي يعبث في الأشياء كما تعبثُ الريح بحقلٍ محترق؛

لما أغلقت الباب
جاء صوتٌ حادٌ كانحفافِ حائطٍ بورق البرداغ
يبحثُ عن منزلٍ له في طبلتي أذني؛

ابتلعتُ حبّة ميلاتونين… فقط.
***
VII
غرفةٌ ضيقها الحر
متكوّرة على هيئة تابوتٍ
أنا جثّته
والجسد الذي يختزلُ العالم بأربعة جدران
أنا الموسيقى الحادة التي تؤذي الفراغ؛
في هذه الغرفة
ما هو أقرب لأرشيفٍ صغيرٍ عن الحرب
أقربُ لمساءٍ تدورُ في عينيه المصابيح؛
في هذه الغرفة
عدّةُ مؤخراتٍ في سروال واحد
تتفركش بمشيها؛
في هذه الغرفة
أصابعي الكثيرة الموضوعة هنا… هناك
تنطُ كل واحدةٍ لوحدها
تشيرُ
إلى ما لم أفعله حتى؛
في هذه الغرفة
بعينين محمرّتين أودعُ ساعي البريد
في الظرف المختوم
لا أرى ما يدعوني إلى النوم؛
في هذه الغرفة
أفرد كلّ عضوٍ مني فيها ليتسع التابوت.
***
VIII
أنا صعلوك
أنا راديكالي
أنا أحد الذين يقفون على الرصيف ساندين قدمهم على الحائط
أنا من كان يهربُ من المدرسة ليدخن الوينستون
أقفل باب غرفتي
أتهكم على شهادتي المعلقة
أقف-أقعد
وأنام كسيارةٍ
تركها مغتربٌ في الكراج.
***
IX
الأشياء كلها مبعثرة
الأشجار
الكنيسة الرابضة عند التلة
الطريق المتسخة بالإسمنت
بائع الكيك العجوز
الأوتوستراد غير المعبّد
وثمّة أشياء مرتبة
رتقت الخلل الذي جثا فوق المدينة المغلقة.
***
X
الغيمة في البنطلون امتدّت
لعشرة بنطلونات
غير أنّ العاشر تمزّق
في الوقت الذي
لم أكن أنتظرُ ظلاً لي
خلاله.
***

spot_imgspot_img