ما لا تعرفه عن الخوف

يدمن البعض الخوف لأنه يحيي أشياء لا يمكن لأي شعور آخر أن يحييها.
تعرف بالخوف مالا تعرفه بالحب، مثلاً، فكيف تقترب من الموت على يد شيء لا تتوقعه. لو كنت تعرف سيناريو موتك المحتم
فإنك لن تشعر بالخوف أبداً.

الخطط تقي الخوف تماماً.. لكنني أريد أن أسرب لك أشياء عن الخوف
لم يسمع بها أحد من قبلك..

الخوف يكررك.. يكاثرك.. ويشطر عقلك شطراً
فلا تتطاير الأفكار، بل تسبل أجنحتها داخل رأسك، وكلما تزايد الخوف بدأ الإنسان يناقش أفكاره بشكل أعمق حتى يكاد يبكي معها، أو يضحك فقد تنام على أصوات الصواريخ التي تعرف من أين أتت، وإلى أين تذهب لكنك لن تغفو عندما تعرف أن الصاروخ موجه نحوك والموضوع مسألة وقت حتى يصل..

الخوف يحيي السيناريوهات لا تعود بعده كما كنت قبله وله عتبات تفصلك عن الجنون، عظمة أو سخفاً.
إنك بالخوف تعرف قدرتك على القفز فوق العادي وفوق الروتين الطبيعي لخلاياك التي تريد أشياء أكثر وبالخوف تدرك لذة عدم الامتلاك فماذا يعني لك من سيأخذ كرسياً اشتريته بعد موتك؟

تصبح بالخوف كل الأشياء قابلة للتخلي، لا تستطيع المرأة الوقوع في الحب بعد تجارب خوف متكررة، ولا يفرد الرجل رجولته بعد تكرر الخوف، فنتغير للأبد، لكن عليك هنا أن تسأل نفسك: هل شطر الخوف روحي أم عقلي فقط؟!

بعض الخائفين المدمنين لا يتمسكون بشيء حولهم، كل الأشياء سواسية لكنهم متمسكون بروحهم،
يراقصون الجبال والوديان في أحلامهم، يغمضون عيونهم لاستنشاق رائحة الينابيع الربيعية، ثم يعودون منها إلى ساحة الخوف أكثر خفة، ليس المهم ما أواجه، ولكن المهم مالم أواجه، وهنا تموت عتبة الخوف عند القدرة على معرفة أن الإدمان لا يعني أن العالم ليس فيه تجارب أخرى؟

تستطيع أن تخاف وأنت مرح وتضحك.
لكن الأمر ليس ما يظهر عليك أنك تشارك عقلك وروحك، تبحث عن المستقبل، وعقلك حبيس الماضي أنت متفائل سعيد وناجح لكنك.. خائف!

spot_imgspot_img