العطر نشوة. وأنا صانعة لعطور نشوتي
ونفسي كنفس ذلك الشاعر التي
“تسافر في العطر كما الآخرون في الموسيقى”
العطر هو الشاعر، هو الرائي الأول
وفي نوتات العطر تموج روحي
بين أحلام يقظة، وبين الوعي يطفر فجأة
كحبيبة بودلير التي حدّث عنها قطّه
ذا العينين المصنوعتين من العقيق والمعدن
قال إنها: “ومن أخمص قدميها حتى الرأس،
يطوف حول جسدها الأسمر جوّ لطيف وعطر خطر “
قطرات العطر الدافئة آخر سرّ تبوح به الزهرة
في خفقة الحياة الأخيرة قبل الخلود بلحظات
ويظل ذلك الرّذاذ يشغل حيّزاً في الحياة
هالة روحانية من عطر تنظر هالة روحانية من زهر
نفحة شمسية تنصهر فيها الروح كالذهب السائل
عطرها يُستَكشف بحواس القلب معبأ في قوارير الكلمات
حسّ متلألئ بالترف الساطع يجسد روح الحب
قوارير تختزل كل شعور عابر للتجارب غير المتوقعة
تلك التي يتمنى المرء الاحتفاظ بها للأبد
الكتابة تعميد للروح يليق بها كل ما هو إلهيّ
مثل شاعر الرؤى الذي كان في زمان ما قريباً من الآلهة
هولدرلين الذي يموت في سبيل أن يمتلك نفسه على نحو معقول
أريد ترميز الذات بالكتابة قبل أن أصبح في ومضة ما
وجهاً لوجه أمام القدر حين تنكشف الدرجات
وفي أحلك لحظات الحياة أمضي نحو قدري
روح بوجه واحد بعد أن تكون قد خلعت أقنعة الحياة الكثيرة
ومشت داخل نوتات الحرف واللحن والضوء واللون
هناك في المكان الذي لا يمكن وصفه
عشت أغامر بأشياء كثيرة وأتقن اللعبة
أغامر بالحلم ولأول مرة
أدفع بأسباب حياتي كلها إلى الحافّة
وأعوّل على أنها ستنجو بطريقتها الغامضة
وكما اعتدت دوما على الومضة التي تسبق
سقوطي في الهاوية
كان كل ما يلزمني هو أن أخطو بلا تعويذة
وأستسلم لسحر الكتابة
إنها.. مغامرة لإيقاف الزمن
والإمساك بهذا المجنون المتفلّت العابر
بها أعيش اللحظة التي تحررني من الألم لأبوح
إنها لتجميل الجروح لا مداواتها
أيتها الكلمات أنا تحت قسمك
وبين يديّ ترياق وجودي
خذيني فالنظرة التي تنظرين بها إلىّ
تهزّ أركان حياتي من أساساتها
ماذا أقول لك وقد سقيتني من شراب الجنة
ودخلت بك جحيم الرغبات
رَويّتنِي وجعلتِني أزهر بسببك
أيتها الكتابة يا حبيبة البنفسج الحزين
لن يقوى الزهر أن يذبل في حضورك
وسيمتد ربيعك إلى كل انحناءة في جسدي
لتستقر زهورك في أيّها شئت
مدّي إليّ يمناكِ ويسراكِ راقصيني ولتنظري إليّ
وفي عينيّ واهدِني قصيدة
قولي إنني “فتاة ذات عينين بنفسجتين”
تلك قراءة تلغي كل مسافة بيننا
وتذكري أنه ما من أحد أصغى إلى نجوى قلبين
حين كنا شجرتين متجاورتين
تضيء لهما السماء في ساحة الليل معراج التّشوف
روح التمرد في حروفي تشتعل
وفي أصابعي
وبين أصابعي
وفي بصمات أصابعي
قوة تجذبني ومن نقطة ضعفي
مشاعري تمزق أستارها.. تتعرّى، وخطواتها دلال يتواتر
ترقص وهذا الرقص هو المحرّض لأغامر بك
وقد تمكنت من إغراء قلبي
ليذعن لغرابة حرفك وإغواء رقصك
أنا السّاكنة في السُّحب
ومن سحابة إلى سحابة
أتفلت من قوة جذب
لأنتزع وجودي خارج الزمان والمكان بلا أسْر
إلى سرّ السرّ …..
لا شخص لي ولا ظل!