صامتة
ليس في الصمت رسائل غامضة
الغامض يفر مع بريق الدمعة
وتساقط حبات اللؤلؤ
على فستاني الأسود
أبهرني
كان قلبي هشّاً لفرط رقته
كاد ينكسر
مثل شاعر
عجز عن كتابة قصيدته
صامتا
لم يعد يصدر عن قلمه صوت
أنا أصغي الآن
إلى صمتي وصمته
أحنو على الأيام السيئة
قلبي وحده
يمكنه الحنو على سوء حظها
وفرط حزنها
تلك الأيام التي لم يحبها أحد
أهيئها للرقص
للبهجة الصارخة
وفي منتصف الرقصة بكينا
ليس ثمة استياء من بكاء صامت
يبدو مباركاً كدموع الملائكة
رأيت دموعا تتفلت من عينيّ
من إغماضتي العميقة
لرؤية البقعة الحالكة
هناك تقبع الأيام السيئة
لونها يمتص كل الألوان
هو اللون الذي يعكسها كلها
في الحلم أعدت تشكيل كل شيء
استعدت انعكاسات الضوء والظل
لكن ضيائي ناقض نفسه بنفسه
ظلي تحرّر من ملامحه
تناقص وتناقض كل شيء حولي
لم يعد شيء ينقصني
أنا بكل عيوبي كاملة
أنا البحر والضفتين
أنا الأفق والحافة
أنا الصحراء والسراب والواحة
أكتفي بالنظرة، لا تقبض على الريح
لا تطارد آفاقي ولا سرابي
لا توجد وجهة، أنا الوجهة
في داخلي يبتهج الحزن
مع الوقت صار سعادتي المخبأة
أنا الشجن والبهجة
أنا اللون والرسام واللوحة
أملك وحدي مفاتيح أضوائي الباهرة
وظلمتي الحالكة
فلتنجُ كل الأيام السيئة
مثل زهرة سكرى برائحتها
عطرها صامت وصوتها
وأنا الآن
أضم إلى صدري صمتها
صمت الأيام السيئة
صمت الشاعر
وصمتي
إنه ……..
ردي الأخير
على الصمت..