يا رفاق..
كيف جاء النور قبل أن أُعلق على الصليب؟
كيف بدأ الرقص بشراهة
قبل أن أطل من بين جراحي
وقد نجوت بأعجوبة؟
ثم يا رفاق،
كيف للمنتصر أن يفكر بالثأر!
لقد مرّت الحرب الموعودة كطفلة
ترفع فستانها بغنج
تاركةً خنادقنا وفِخاخنا ورودًا
ورسائل حب وساحات للتنزه
طريق العودة معروفة وواضحة،
سآخذ الاتجاه المعاكس
بالنشوة سأقلّب الصحاري بقبضتي
مُطلقًا وحوشي وصرخاتي
بين ألغازها الروحية
ولكي أتخلص من هذا الشك،
عليّ أن أبلعه!
سأعود إلى من بآلاتهم يحيون الأرصفة..
يضاجعون فضاء أرواحهم
بمحاولاتهم الأولى
بأقلامهم التي تسنن ذاتها
على ظهر الطرقات،
وأرياشهم تتظاهر بالسطحية واللا أسئلة،
وكلماتهم،
غنائية تُشبعنا بتنانيرها الشفافة
سآخذ من حماستهم الطفولية
وقهقهاتهم على النكات السيئة
ممرِّرًا لهم كيفية اللعب..
في هاوية الأعياد
والأعراس والعزاءات،
وكيف أننا بجمل الترحاب المكرورة
نستطيع أن نصافح الغثيان
بشراهة وذكاء..