أعرفُ أنّك تائهٌ يا صاحبي
هكذا هي المعادلة دائماً في الحياة:
“أطلق أنيابَ الدّهشة في الصّباح
يتشاطر جسدَكَ الواهن كلُّ قلوبِ الحزانى في الليل”،
وأعرفُ أنّك إذ ترسمُ غيوماً على جدرانِ غرفتِك
ثمّ تركلُها بانتظارِ المطر
تملأ سلّةَ المهملاتِ بقصائدَ عن الصّداقة
تمحو ذكرَ مَن يتوسّدُ أجفانك
منتظراً أن يلبّي رغبتَك ببكاءٍ غزير..
عشر عكّازات في كل يدٍ
يتحسّسُ بها الملطّخ بأناه
دربَ الجبلِ صعوداً إلى عينٍ لا تبصر
أكثر مما يقتضيه الخيال..
مضحكٌ ما آلت إليه حياتُنا:
نتذكّرُ أنّنا اعتدنا البحثَ،
معاً، حفاةً، سراً، باستمرار
عن شيءٍ ثمينٍ جداً نسينا ماذا يكون،
والنّتيجة: خسرنا العناقَ في اليقظة
وخسرنا الحقّ في المنام..
لماذا أكتبُ إليك الآن؟
لأنّني هائمةٌ في المعاني المستحدثة،
لأنّ الألم في أسفل ظهري شديدٌ
وأنتَ ساديٌّ بهيجٌ،
لأنّني كلّما فتحتُ باباً للنّوم
باغتتني برغشةٌ تطاردُك في دمي،
لأنّني أحبّ استفزاز كراهيّتك لرعونتي،
لأنّ تردّدك في محوي هو محوٌ للزّوال،
لأنّ الخريفَ على الأبواب
والخريفُ محضُ كنايةٍ لم نتطرّق لها بعدُ
أدعوكَ لنؤمنَ بها
كي نتساقط من دفاترِنا على الأسفلت..