،
لوّنتُ تنيناً لا يشبه أحلامي
متعتي الوحيدة في حجرة مطفأة
على الباب هناك
أسطوانة من هواء بارد بعينين رماديتين
قالت إن مزاجاً وسيماً سيغتالني
بسبب حبيبته
سينمو، أيضاً وبلا رحمة، عطرٌ بليد لبلدة مهجورة
يكتب نسوراً
ويُغرق قطيع أناشيد في البحر
يمضي نحو جسر ضالّ ليهديه إلى اليابسة
يلتقط مدناً بلا عدد
ويعيد تدوير شوارعها.
في الحجرة المعزولة أرسم تنيناً
يدي المعطَّلة تقول إن أخي حين جاء يسأل عني أحضر ثلوجاً بألوان مموجة
وترك لي، مع كل هداياه القديمة،
أغنية عن إنسان العصور القادمة:
الوردة والمعطف والثواني
كتابة سِفر الأنهار وكتاب فقه الصوت المخنوق
الرقصة وملكة الغجر البعيدة والتنزيل
يدي العاطلة تشبه تحت
تشبه الغريق المحبوب
تشبه سعف الأوبئة المسالمة
التي أخبرتني قصّة عن صديق مقتول:
جاء يحمل وطنَه وزَبَدَ السلام المفقود وثلاثة أرطال من حكمة صينية.
ينهش الغراب ذاكرتي
على باب الحرب
على الماء أن يجتهد أكثر كي يروي سماء الرب الجافة
على أنني أشعر بالعزلة
على المقيمين خارج المدينة أن ينجرفوا قليلاً مع نغم شاذ وحزين؛
المدرسة وبساط الحكايات وشعر الهنود الحمر في الأنديز
القطار والدهشة وقصائد جدّة البشر وهي ترعى قطيع اللاما
في مكان ما
وطن وساقية تتورد في أعين المرابين
لوحة إرشادية تحتضر
في حجرة يلفها البرد
لوّنتُ تنيناً ببقايا أحبار الرغبة والحكمة والصلوات البكر
لماذا يتّحد عالمان من نور في رحم البركان
لماذا تخاف أمي الأرض ولا ورقم ثمانية وقد أصابه الجدري
لماذا أنتَ
بلا معاطف
ولا سكارى يدلّونك على الطريق
تموت فتنسى
ثم تعود للموت في الأسئلة الأخرى حين يولد حقل بعيون كثيرة
عن نهاية العالم
عن ابن عباس
عن هذا الليل أحدثكم
فُصل رأسي
وأخذوه إلى النهر كي يغتسل
كانت الأسماك مجرّد كتابة أولى
والجحيم يضحك على الضفة
فقد حبيبةً
فقد رأيتك حينها
فقد يأتي الليل من هنا
لوّنتُ تنيناً بكلمة واحدة
لا حروف لها سوى غضبي من ذلك العالم
القنابل والأكاذيب والأطفال منزوعة أحلامهم
التصريحاتُ والأمنيات وشركاؤنا في هذه الحياة
لوّنتُ تنينا في حجرة باردة
سقفها شمس ضريرة
وجدرانها حيّات
.
.